شاهد| بعد تراجع بوتفليقة عن الترشح للرئاسة.. التغيير قادم

- ‎فيسوشيال

مجددًا تصحو شعوب عربية من غفوتها من أجل التغيير في احتجاجات ضد أنظمة الحكم، ضمن موجة ثانية من ثورات الربيع العربي كما أطلق عليها مراقبون، حيث تجمعت في أوضاع المنطقة عناصر الاحتقان والغضب لتمهد لاحتجاجات جديدة ربما تكون أوسع من سابقتها.

فبقدر ما أربكت ثورات الربيع العربي عام 2011 أنظمة الحكم، بقدر ما تراكمت سياسات الثورات المضادة والرافضة للتغيير من العوامل والأسباب لاندلاع انتفاضات أخرى؛ بسبب ما أسفرت عنه من خيبة أمل وإحباط، وما كشفت عنه من عدم قدرة هذه الأنظمة على الاستجابة لاستحقاقات المرحلة ولا التكيف معها.

تظاهرات حاشدة في الجزائر والسودان وفلسطين وبداية انتفاضة في مصر، تعكس الغضب الشعبي ضد أنظمة الحكم، ففي الجزائر خرج الآلاف لرفض ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة رغم عجزه عن النطق والحركة وتدهور حالته الصحية، ما دفع بوتفليقة إلى إنهاء مهام اللجنة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، وتأجيل الانتخابات الرئاسية، وإعلانه عدم ترشحه لولاية خامسة.

وفي السودان يطالب المحتجون برحيل الرئيس عمر البشير، الذي يسعى لاستمراره في حكم البلاد جبريًّا من خلال تعديل الدستور.

أما في مصر فتتصاعد الدعوات الشعبية والسياسية للمطالبة برحيل عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، ورفض التعديلات الدستورية التي تتيح له مد فترة ولايته لعام 2034، بينما يهدد الجنرال المنقلب بأن رحيله سيؤدي إلى انهيار البلاد.

قناة “مكملين” الفضائية ناقشت، عبر برنامج “قصة اليوم”، تداعيات اندلاع ربيع عربي جديد في المنطقة، وتصاعد الغضب الشعبي من جديد ضد أنظمة الحكم، وتطرح تساؤلات حول بداية ظهور خريف الثورات المضادة.

الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، رأى أن الثورات الحقيقية لا تموت، والمستبد دائما يهدد بالاستقرار أو الفوضى، لكن الشعوب عندما تضيق بها الأزمات ويطفح الكيل ترفض الخضوع للاستبداد وتثور.

وأضاف عبد الفتاح أن الثورات قد تتغير أماكنها لكنها تظل قائمة في أرواح هذه الشعوب وفي نفوسها، وتتعلق بإرادة هذه الشعوب التي لها الكلمة العليا، مضيفا أن الشعوب مؤهلة، والفطرة تفرض علينا الكرامة والعزة والخروج من العبودية إلى الحرية.

وأوضح عبد الفتاح أن هناك معادلة فطرية تتعلق بالشعوب في هذا الإطار، وأيضا المستبد يكون له وسائله المختلفة التي يمارسها بواسطة أجهزته الأمنية، وهذا يشير إلى معادلة تغييرية بامتياز تؤكد أن التغيير قادم لا محالة.