أحمدي البنهاوي
في الوقت الذي تستعر فيه تبعات فساد صفقة الغواصات الألمانية، التي تُثار فيها شبهات تلقّي جنرالات الجيش الصهيوني، ومنهم رئيس القوات البحرية في جيش الحرب الصهيوني السابق، رشاوى من جهات أجنبية (ألمانية)– شركة تيسين جروب التي وقعت مع المنقلب السيسي صفقة شراء 6 غواصات حتى الآن- لضمان تفضيل صناعتها على حساب منافسين آخرين، أي شركات هولندية وفرنسية، كشف يائير ليبد، عضو الكنيست وزعيم حزب "هناك مستقبل" المعارض، عن أن نتنياهو أخفى موافقته على بيع شركة تيسين جروب الألمانية غواصات متطورة للجيش المصري، وأنها ذات الغواصات التي وقع لها الانقلابيون في مصر.
غير أن ما طرحه "يائير لبيد"، يضع السيسي وجنرالاته الموقعين على صفقة "تيسين جروب" موضع الاتهام، حيث أوضح في حديث إذاعي له اليوم، أن الجيش الصهيوني "فوجئ بصفقة الغواصات بين مصر والشركة، ليبلغ وزارة الأمن بذلك، التي طالبت على الفور بتوضيحات من الشركة الألمانية حول انتهاك الاتفاق معها، بعدم تزويد دول الجوار بأسلحة متطورة".
ولفت "لبيد"- الذي كان يشغل منصب وزير المالية وقت إبرام صفقة الغواصات المشبوهة، والذي كشف الموضوع حينها- إلى أن "الشركة الألمانية قالت لوزارة الأمن إنها استشارت رئيس الحكومة بالأمر، وهو الذي صادق على بيع الشركة الألمانية الغواصات لمصر، بدون أن يعود طبعا لوزارة الأمن أو قيادة الجيش الإسرائيلي".
وأكد لبيد أن الأمر "حينما يتعلق بالمال؛ فإن ذلك يسمى شبهات فساد، ولكن عندما يصبح الأمر متعلقا بالأمن، فإن هذا يصبح شبهات بخيانة إسرائيل". وأن "ما حدث بصفقة الغواصات يشكل خطرا على أمن "إسرائيل"، ولا شك لدي أنها أيضا قضية الفساد الأكبر بتاريخ الكيان"، مع العلم أن نتنياهو يواجه شبهات فساد متعلقة بصفقة الغواصات، والمعروفة بـ"ملف 1000".
بداية من 2013
وما يؤشر إلى تورط الانقلاب مع الكيان الصهيوني وعمالته المبكرة، وربما مساعدته في الانقلاب، ما نقله موقع "i24" العبري، من أن "مصر" اشترت غوّاصات من ذات النوع الذي اشترته "إسرائيل" من شركة "ThyssenKrupp" ("تيسين جروب")، مع العلم أن "السياسة "الإسرائيلية" تهتم بكتابة بند في كل اتفاق لشراء أسلحة من دولة أجنبية، يحظر على الدولة التي تبيعها الأسلحة أن تبيعها لدول أخرى في الشرق الأوسط".
والتقى ممثل نتنياهو في ألمانيا مستشار الأمن القومي الخاص بالمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، "وتفاجأ عندما عرف أن هناك مستندا موقعا عن تنازل إسرائيلي عن البند الذي يحظر بيع الغواصات إلى دول جارة"، مشيرا إلى أنه "دهش أكثر عندما أوضح الألمان أن التنازل الإسرائيلي جاء في لقاء مع ممثل من قبل رئيس الحكومة نتنياهو".
وعندما عرف "يعلون" بالموضوع، التقى نتنياهو لمعرفة ما حدث، "لكن نتنياهو أنكر أنه وافق على قرار كهذا"، بحسب "المصدر" الذي أشار إلى أن القاهرة حتى الآن "حصلت على غواصتين من بين أربع غواصات اشترتها من الشركة الألمانية".
وأشار الموقع إلى أن "القضية ظلت سرية حتى يوم أمس؛ لأن "إسرائيل" أرادت تجنب حدوث أزمة دبلوماسية مع مصر"، بسبب شبهات الفساد التي تحوم حول صفقة الغواصات بين "تل أبيب" وألمانيا، والتي تبلغ قيمتها نحو 1.2 مليار يورو، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية مؤخرا ستة إسرائيليين لديهم صلة بالصفقة.