يأتي اعتقال المتحدث السابق باسم الحركة المدنية المهندس يحيى حسين بعد أيام من تنديده بمحاولة أركان نظام الانقلاب تعديل الدستور بهدف التمديد للسيسي في حكم مصر وانتقاد حسين للتنكيل بمعارضي النظام بالمعتقلات من كافة الأطياف والتيارات السياسية.
وجاء تغييب المهندس حسين بالاعتقال بعد ساعات من بيان “الحركة المدنية الديمقراطية” نددت فيه بـ “عملية الترويع والتنكيل الجديدة بثوار يناير” وذلك في أعقاب اعتقال قوات أمن الانقلاب 5 من أعضاء حزب تيار الكرامة من داخل منازلهم وإخفائهم قسريا.
سلاح الاعتقالات أشهره الجنرال المنقلب في وجه الجميع ولم يعد يستثني أحدا؛ بل لم يجد حرجا في الإعلان أمام أحد أهم داعميه في أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتعبير بوضوح عن عدم اكتراثه بدهس الحريات وحقوق الإنسان أو اعتقال المعارضين والمدونين.
ثم يجد قائد الانقلاب في نفسه الشجاعة في ذات الوقت لإعادة الترويج أنه موجود في الحكم بإرادة شعبية، تصريح الجنرال رد عليه رواد مواقع التواصل الاجتماعي بدعوته مرة أخرى للرحيل مذكرينه بهاشتاج “ارحل يا سيسي” الذي عاد مجددا لصدارة ترتيب التداول خلال ساعات قليلة من إطلاقه وجددوا تحديهم لقائد الانقلاب بالاستجابة لرغبتهم كما يزعم.
هذه الحال غير المسبوقة من القمع والترهيب والتي تعتبر أسوأ مما كان في عهد المخلوع مبارك الديكتاتور، بحسب شهادة ضيف السيسي نفسه يبدو أنها لم تصل إلى ائتلاف “دعم مصر” الذي زعم أن “سجل البلاد في حقوق الإنسان لم تقدمه أي دولة في العالم”!
بدوره رأى المهندس أسامة سليمان، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي ببرلمان 2012، أن سجن الفريق سامي عنان واعتقال المهندس يحيى حسين وعدد من أعضاء حزب الكرامة وتدهور الأوضاع الحقوقية يعد محاولة فاشلة من السيسي لقمع المعارضين وتكميم الأفواه.
وأضاف سليمان في حواره مع برنامج قصة اليوم على قناة “مكملين” مساء الثلاثاء، أن تلك الهجمة الشرسة تؤكد أن السيسي ونظامه لديهم مخاوف كبيرة من الأصوات المطالبة بالتغيير والحرية، مؤكدا أن تلك الهجمات والاعتقالات ستكون وقودا للموجة الثانية لثورة يناير.
وأوضح سليمان أن السيسي تلقى الضوء الأخضر من المجتمع الدولي لقمع المعارضة، وحديث ماكرون عن حقوق الإنسان لتبييض وجهه لكن ما يهمه بالأساس هو الصفقات الاقتصادية مع نظام السيسي. مشيرا إلى أن الهجمة على النشطاء خلال زيارة ماكرون لمصر مقصودة، ورسالة مؤكدة أن السيسي سيفعل ما يشاء دون رادع بفضل الدعم غير المحدود الذي يتلقاه من الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية.