د.جمال عبد الستار في رسالة للثوار: لا مجال لليأس وواثقون بنصر الله

- ‎فيأخبار

أكد الدكتور جمال عبد الستار – وكيل وزير الأوقاف الشرعي، وعضو التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب – أنه لا مجال ليأس أصحاب القضايا حتى وإن طال الأمد، مشيراً إلى أنه لا سبيل إلى احتمال البلاء إلا بالرجاء في نصر الله، ولا سبيل إلى الفرج إلا بالتوجه إلى الله، ولا سبيل إلى الاستعلاء على الضر، والكفاح للخلاص إلا بالاستعانة بالله.

وأشار عبد الستار – في رسالة له نشرها على "فيس بوك" – إلى أن كل حركة يائسة لا ثمرة لها ولا نتيجة إلا زيادة الكرب ومضاعفة الشعور به، والعجز عن دفعه بغير عون الله، داعياً المكروبين لاستباق تلك النافذة المضيئة التي تنسم عليه من روح وعطاء الله، مستشهداً بقول ابن عطاء: "متى أوحشك من خلقه فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب الإنس به".

ولفت إلى أن الاستفسارات تعددت، والأسئلة تنوعت وتوالت حول "ماذا بعد؟"، وأجاب عبد الستار: "أليس لله في خلقه سنن؟!! أم أن الصراع لا دخل لله فيه؟!!"، وخاطب الثوار قائلاً: "هل خرجنا طمعا لنصر سياسي، أو نجاح حزبي، أو لمكانة ومنصب وجاه، أم خرجنا نصرة للحق، وطمعاً في مرضاة الرب، وحماية للدين، وسعياً للتمكين، ومدافعة للظلم، وحماية للعرض، وحفظاً للوطن، ومقاومة للبغي؟!!".

وتابع: "إذا كنا خرجنا لله فماذا فاتنا؟! وماذا خسرنا؟! هل ضاع الأجر أم تخلى عنا ربنا وسيدنا؟! كلا والله، فهو القائل سبحانه: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ)، مشدداً على أنه "متى أمن الطغاة؟! ومتى استقرت للظالمين الحياة؟! ومتى لم يمكر الله بالماكرين؟! ومتى لم يبطل كيد الخائنين؟! ومتى أخلف الله وعده؟! ومتى خذل الله عباده وأهله؟!".

وأكد عبد الستار أن المجرمين ظنوا في شتى العصور أنهم قد أفلتوا بجريمتهم، ولكن كان الله سبحانه دائما لهم بالمرصاد، ولم يخطئهم حتماً سوط العذاب!!" متسائلا: "هل تأخر الله علينا بالنصر وقد قُتل منا من قُتل، وجُرح منا من جُرح، وظُلم منا من ظُلم؟! كلا والله .. فقد أوضح لنا معالم الطريق"، وأضاف: "أبشروا، فقد جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم، أبشروا فقد أشرفتم على قوله سبحانه: (وتظنون بالله الظنونا)، أبشروا فقد كشر الباطل عن أنيابه، وظهر لكل الخلق طغيانه، أبشروا فقد أسقط الله رايات طالما زعمت أنها حامية الديانة، وحاملة الأمانة!! أبشروا فقد جعل الله الخبيث بعضه على بعض ليركمه جميعا".

واستدرك بتذكيره الثوار بقول الله تعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب)، مضيفاً أنه كَمَا تَكُونُ الشِّدَّةُ يَنْزِلُ مِنَ النَّصْرِ مِثْلُهَا، ولهذا قال سبحانه: (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)، وَفِي حَدِيثِ أَبِي رَزِينٍ: (عَجِبَ رَبُّكَ مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غَيْثِهِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ قَنِطِينَ، فَيَظَلُّ يضحك يعلم أن فرجهم قريب).

ونقل عبد الستار عن الشيخ الشعراوي قوله: (وهكذا أراد الله تعالى أن يميز الخبيث من الطيب فعركت المؤمنين الحوادث، وزال الطلاء عن ذوي العقيدة الهشة؛ ليكون الناس شهداء على أنفسهم، ويبقى المؤمنون أصحاب صفاء القلب والعقيدة. وحين يميز الله الخبيث من الطيب، فهو سبحانه وتعالى يريد تمييز الطيب حتى لا يختلط بالخبيث. والخبيث إنما يكون على ألوان مختلفة وأنواع متعددة، فهذا خبيث في ناحية، وذلك خبيث في ناحية أخرى، وثالث خبيث في ناحية ثالثة، وغيرهم في ناحية رابعة، وخامسة إلى ما شاء الله، ويجمع الله كل الخبيث فيركمه في النار جميعاً).

ولفت إلى أنه كم تآمر الطغاة على تجفيف منابع الإسلام، وإغلاق صروح الإيمان، ولكن أحبط الله كيدهم، وعاملهم بنقيض مرادهم، فجعل أموالهم للحق سنداً، ومؤسساتهم للحق عوناً، ومساكنهم للحق مقراً ومسكناً (وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا).

وقال: "ألا فليتهيأ الناس لأمر الله العظيم، وليشهد القارئ الكريم لمقالي على تحذيري وإنذاري.. فليظن بنا الغافلون الظنونا.. وليشمت الأعداء بنا والمجرمون.. وليتندر بحماقتنا الجاهلون.. وليرقص أهل الهوى والماكرون.. ولكن ليعلم الجميع: أن لنا خالقاً عظيماً، ورباً كريماً، وإلهًا حكيما، ومعبوداً رحيما، له خرجنا، وله تكلمنا، ولدينه انتصرنا، ولمنهجه انتسبنا، وتحت رايته صمدنا، لا نرجو غيره، ولا نخشى سواه، ولا نأمل إلا في وجهه، ولا نثق إلا في موعوده، وهو الذي أدبنا فقال سبحانه: (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ).