تحل علينا يوم الأربعاء 12 فبراير 2014 الجاري، الذكرى الخامسة والستون، لاستشهاد الإمام الشهيد حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ومرشدها الأول، والذي اغتالته يد الغدر والخيانة، بهدف القضاء على فكرته ودعوته، التي أراد الله لها أن تزداد قوة وانتشارا بعد وفاته، وأفرزت مشروعًٍا حضاريًا رائدًا، لا يعرف الفشل ولا الانهزام ولا الاستسلام، على مر العصور ومختلف الأزمان، رغم تعاقب المحن والابتلاءات.
ويرى كثيرٌ من المراقبين، أن اغتيال الإمام الشهيد حسن البنا، لم يكن يقصد منه إنهاء حياة شخص، وإنما القضاء علي فكرة ودعوة وجماعة الإخوان المسلمين، ومحو المبادئ التي يؤمن بها أتباع هذه الجماعة ويدعون إليها. غير أنه وبحسب كلمات للدكتور عصام العريان القيادي بجماعة الإخوان المسلمين فإن: "الإمام الراحل حسن البنا رحل ومات وفنى جسده، ولم تمت الفكرة ولم تخمد جذوتها، بل توهجت وعاشت وانتشرت من مصر إلى سائر بقاع الأرض".
وعلى مدار 85 عامًا، حاولت قوى كثيرة النيل من جماعة الإخوان المسلمين، والقضاء على هذه الدعوة المباركة، وإن اختلفت الدوافع والأسباب على مر العصور والأزمنة، فإن أساليب التشوية والنيل منها ظلت واحدة لا تختلف.
وقد عملت جماعة الإخوان المسلمين على مدار تلك السنوات الطوال، قدر الجهد للنهوض بالأمة الإسلامية، واسترادا كرامتها وعزتها، وتحرير الأوطان من غطرسة وهينمة قوى البغي والشر، والوقوف في وجه العدو الصهيوني الغاشم، والعمل على تحسين أحوال الناس، ونشر الدعوة الإسلامية في مختلف ربوع الأرض.
ورغم ماعانته هذه الدعوة الخالدة، من تشويه واضطهاد في مصر، من قبل مجموعة من الحكام الذين جثموا على صدور شعوبهم قهرًا وظلمًا، إلا أن الجماعة استطاعت – بفضل الله- الحصول على ثقة الشعوب مع أول انتخابات حرة نزيهة، عقب قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م، في مصر.
إلا أن المؤسسة العسكرية التي تدير البلاد منذ ستة عقود مضت، ضنت على الوطن بنسيم الحرية الذي ترعرع وازدهر في عصر أول رئيس مدني منتخب ألا هو الدكتور محمد مرسي، فحاكوا ضده المؤامرات، وقاد عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع انقلابًا عسكريًا دمويًا على الرئيس الشرعي للبلاد في الثالث من يوليو 2013.
ولكون أعداء المشروع الإسلامي لايملكون سوى أكذوبة الإرهاب، وفزاعة الأمن القومي، أعلنت حكومة الانقلاب في مصر اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وباتت تلاحق أعضاءها في كل مكان، وما أشبه الليلة بالبارحة، فقد عاودت سلطات الظلم والبغي محاولات التشويه والنيل من جماعة الإخوان.
وبدأت في اتخاذ إجراءات تظن أنها ستقضي على الفكرة، لكن هيهات هيهات، وهو ما يؤكد أنهم لا يعون الدرس جيدًا، ولايقرأون التاريخ الذي يؤكد أن الأفكار الصادقة والمخلصة لا تحارب بالاضطهاد والتشويه، بل تزيدها قوة وبأسًا.