بسبب الصوفيين.. إيران على صفيح ساخن مجددا

- ‎فيعربي ودولي

ذكرت وكالة “فارس” الإيرانية أن احتجاجات أتباع فرقة الدراويش الغنابادية الصوفية، أمس الإثنين، أدت إلى مقتل خمسة من قوات الأمن، ثلاثة من الشرطة واثنان من قوات التعبئة (الباسيج) خلال عمليتي دهس.

ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الشرطة الإيرانية، سعيد منتظر المهدي، تأكيده ارتفاع عدد المعتقلين من المحتجين الذين وصفهم بـ”المخربين” إلى 300 شخص، بينهم سائق الحافلة وسائق السيارة اللتان دهستا قوات الأمن.

وأشار منتظر المهدي إلى إصابة 30 عنصرا من قوات الأمن بجروح متفاوتة، فضلا عن وقوع إصابات في صفوف المحتجين خلال اشتباكات دارت بين الطرفين، فيما نقلت مواقع غير رسمية وتابعة للمعارضة الإيرانية أن بعض المحتجين أصيبوا بجروح خطرة للغاية.

وقال المتحدث باسم الشرطة الإيرانية، كذلك، إن ما حدث ليل أمس الاثنين تسبب بأضرار مادية كبيرة طالت السيارات المركونة، إضافة إلى زجاج بعض المنازل والمحال.

اعتراض الدراويش

وحسب مصادر، تجمع أفراد من الدراويش في منطقة باسداران شمال شرقي طهران منذ ساعات عصر الاثنين، اعتراضا على اعتقال أحد أفراد فرقتهم، علما أن منزل قطب الفرقة وزعيمها نور علي تابنده يوجد في المكان ذاته، حيث تجمع أتباعها، مطلع شهر فبراير الجاري، لمنع اعتقاله على خلفية اتهامات تتعلق بإحراق أتباعه لمساجد وحسينيات خلال المظاهرات التي خرجت في نهاية ديسمبر الأول، واستمرت لأيام يناير في عدة مناطق إيرانية.

وخلال ليل الاثنين، وبعد استمرار الاحتجاجات لساعات، دهس أحد الدراويش عناصر من الشرطة بحافلة، ما أدى لمقتل ثلاثة وجرح آخرين، قبل أن تنشر مواقع إيرانية، فجر الثلاثاء، فيديو لعملية دهس ثانية نفذها شخص آخر باستخدام سيارة.

وفي المقابل نفى موقع “مجذوبان نور” التابع للصوفيين، دور هذه الجماعة في الهجوم على قوات الأمن، وأكد أن “تجمع الصوفيين كان سلميًا، وقوات الأمن هي من بدأت الاشتباكات”.

كسرى نوري، الناشط في مجال حقوق الصوفيين وأحد الذين كانوا موجودين في موقع الاشتباكات، نفى الأنباء التي تتحدث عن مهاجمة الصوفيين لرجال الأمن، وقال في مقابلة مع راديو “صوت أوروبا الحر”: “الحافلة التي يتحدثون عنها كانت مركونة في شارع كلستان هفتم (الذي شهد الاشتباكات)، وعندما كانت تنوي أن تتجه إلى مكان آخر، هاجمت قوات الأمن الصوفيين، وإن حصل حادث في هذه الأثناء ليست له صلة بالصوفيين”.

المتحدث باسم شرطة طهران لم يشر إلى عدد الصوفيين الجرحى خلال الاشتباكات، واكتفي بالقول إن “30 من قوات الأمن جرحوا”.

وتحدث الصوفيون عن جرح العشرات منهم خلال الاشتباكات ونقلهم إلى مستشفيات الحرس الثوري.

وغرد الناشط الصوفي فرهاد نوري في “تويتر”: “الحرس الثوري تولى مسؤولية اعتقال الصوفيين ونقل الجرحى منهم إلى مستشفياته”. ولم يعلق الحرس الثوري الإيراني على هذا الإعلان حتى الآن.

وكتب موقع “مجذوبان نور” أنه لا توجد معلومات عن العشرات من المعتقلين. فيما قال المتحدث باسم شرطة طهران، إن المهلة التي كانت قد أعطيت للصوفيين لإنهاء وجودهم في منطقة “باسداران” شمال طهران قد انتهت عند الساعة الرابعة صباحًا، وإن “القوات الأمنية أنهت تطهير المنطقة عند الرابعة والنصف”.

وكتب موقع “مجذوبان نور” أن قوات الأمن كانت تنوي مهاجمة بيت “نور علي تابندة” زعيم الصوفيين الكناباديين الواقع في منطقة الاشتباكات “ولكنها لم تتمكن من ذلك”.

وقد بدأت احتجاجات الصوفيين إثر اعتقال شخص يدعى “نعمة الله رياحي” قبل حوالي أسبوعين خلال أعمال عنف جرت شمال طهران، حيث تجمع الصوفيون أمام بيت مرشدهم “نورالله تابندة”، بعد أن انتشرت أنباء عن نية قوات الأمن اعتقاله على الرغم من أن رئيس شرطة طهران حسين رحيمي أعلن حينها أنه “لا توجد نية للتعرض للصوفيين الغناباديين في طهران”.

وتعرض الصوفيون الغناباديون في العقدين الماضيين لملاحقة أمنية في شتى أنحاء إيران، واعتقل عدد منهم، وواجهوا اتهامات أمنية.