كتب رانيا قناوي:
في ظل الهجمة الشرسة التي تقودها دول الحصار (السعودية – الإمارات – البحرين – مصر) على قطر، وتبتز من خلالها جماعة الإخوان المسلمين المتواجدين في دول العالم أجمع، رفضت صحيفة مملوكة لجماعة الإخوان المسلمين في البحرين الهجوم على الجماعة والتحريض عليها، وذلك بالتزامن مع تصريحات لوزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة من القاهرة، هاجم فيها الجماعة واعتبرها "إرهابية".
في الوقت الذي يمثل جماعة الإخوان في البحرين عدد من نواب البرلمان، فضلا عن تواجدهم في عدد من المؤسسات الأخرى منها القضاء، الأمر الذي يفسر الانتهازية التي تتعامل بها دول الحصار مع قطر وجماعة الإخوان، رغم تواجد الجماعة بشكل كبير في هذه الدول، وتمثيلها بشكل حضاري.
وعلى الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين مكون رئيسي في البحرين، إلا أن سلطة البحرين الموالية لحلف (عرب إسرائيل) لا تعبأ بخطورة الفتنة التي تزرعها بين مواطنيها، لحساب الأجندة الصهيونية في تفتيت العالم العربي والإسلامي.
وردت صحيفة النبأ الأسبوعية في افتتاحيتها الأربعاء، على حملة تستهدفها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصحف المحلية والخليجية قائلة: "ما بال أقوام ليس همهم إلا التحريض ضد مكونات المجتمع ووصفهم بهتانا بأوصاف لا يقبلها ذو عقل؟".
وأضافت: "كيف يُسمح لمثل هذا الابتذال من هؤلاء الرويبضة بالاستمرار في القذف والاتهام في ظل ظروف دقيقة وحساسة تعيشها المنطقة؟".
وكان آل خليفة هاجم جماعة الإخوان المسلمين على هامش اجتماع ضم وزراء خارجية دول الحصار في القاهرة الأربعاء، واتهم الجماعة بالتآمر والإضرار بمصر ودول الخليج، مهددا في الوقت نفسه كل من ينتمي إليهم ويتعاطف معهم بالملاحقة والمحاكمة.
وتحظى جماعة الإخوان المسلمين في البحرين بتمثيل في البرلمان والأجهزة الأمنية والقضائية، وهو ما يثير انتقادات واسعة للبحرين التي تتهم قطر برعاية التنظيم.
ونشرت صحيفة "البيان" البحرينية، مقالا قالت فيه: "ما بال أقوام ليس همهم إلا التحريض ضد مكونات المجتمع ووصفهم بهتاناً بأوصاف لا يقبلها ذو عقل يحب وطنه ومواطنيه الذين يعيشون على أرضه الغالية. كيف يُسمح لمثل هذا الابتذال من هؤلاء الرويبضة بالاستمرار في القذف والاتهام في ظل ظروف دقيقة وحساسة تعيشها المنطقة. في مثل هذه الأوقات تحتاج الدولة إلى لملمة الصفوف وتوحيدها لتكون جبهة واحدة متماسكة للدفاع عن الوطن والذود عنه وعن قيادته أمام ما يحاك له من مؤامرات خبيثة مدمرة".
وأضافت: "السماح لهؤلاء البِضْعة نفر بالتهجم واستفزاز مكونات المجتمع في ظل هذه الأوضاع أمر غريب فعلاً، ولا يخدم إلا أعداء الوطن الذين لا يرجون له خيراً، ناهيك عن قذف فئات معروفة يشهد لها أهل البحرين بوطنيتها وبدورها الفاعل والتاريخي في المجتمع وفِي تربية الأجيال تربية صالحة لتكون عناصر منتجة يستفيد منها الوطن لبناء مجتمع مكين يعرف ربه ويخاف على وطنه..نعم.. لمصلحة من هذا التهجم الظالم؟! ولأجل من يحاول هؤلاء خلخلة تماسك الصف الداخلي؟! بل كيف يُسمح لهؤلاء بإشاعة أخبار مفتعلة تحريضية؟!".
وتابعت: "لا أعتقد أن الدولة وأجهزتها ترضى بهذا العدوان، ويبدو أن ولاء هؤلاء النفر المثيرين للشائعات والاتهامات لمكونات المجتمع ليس للدولة وقيادتها، ولعلهم يمتهنون ذلك لمصالحهم الشخصية المادية دون مراعاة للحفاظ على متانة وصلابة الجبهة الداخلية للوطن..حب الوطن وقيادته والذود والدفاع عنه ليس كلاماً مرسلاً يقال، أو مقالا يُكتَب أو بيانا يُنشَر أو مجاملات أو تملُّقا، إنما هو أفعال على الأرض يُسَطِّرها حماة الوطن المخلصون الذين يعتقدون أن الدفاع عنه جهاد في سبيل الله، ودفاع عن الحكم الشرعي الدستوري لآل خليفة الكرام. فهم الرجال عندما تدْلَهِم الخُطُوب وتبلغ القلوب الحناجر، وما الهَبَّة الكبرى لوقْف محاولة الانقلاب الفاشلة في العام 2011، والوقوف مع القيادة قلباً وقَالباً، عملاً لا قولاً، مع كل مكونات الوطن، إلا مقياس للوطنية الفعلية الحقَّة، وليست مزايدة على أحد. ومن قبل ذلك مشاركة هذا المكوِّن في صياغة ميثاق العمل الوطني والوقوف بكل قوة مع المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله منذ بدايته مروراً بالمنعطفات المختلفة التي وقف فيها هذا المكوِّن مع الدولة لإنجاح هذه التجربة الوليدة".