كتب- عبد الله سلامة:
أعاد قرار قائد الانقلاب السيسي سحب قرار مصري نيابة عن المجموعة العربية من مجلس الأمن بشأن وقف الاستطيان الصهيوني قبل ساعات من التصويت عليه، إلى الأذهان موقف الرئيس الشرعي للبلاد الدكتور محمد مرسي، من العدوان الصهيوني على قطاع غزة في 2012، والذي تسبب في إجبار الصهاينة على وقف عدوانهم فورًا عن القطاع.
وقال الرئيس مرسى، في خطاب له، إن ما يحدث في غزة حاليًا أمر خطير وعدوان همجي وسافر علي الإنسانية، وهذا العدوان لن يمنحهم أبدًا سلطانًا على أرض غزة أو الفلسطينيين؛ لأن العالم لا يقر العدوان، والدنيا كلها ترفض العدوان وتقول للمعتدي لا.
ووجه الرئيس مرسي حديثه إلي الكيان الصهيوني قائلاً: إنكم لن تستطيعوا أن تقتلوا أمة بأسرها.. ولن تستطيعوا أن تقيموا استقرارًا لأولادكم وشبابكم بالعدوان، وعليكم أن تتعلموا من دروس التاريخ، ولتعلموا انكم لن يكون لكم أبدًا سلطانًا علينا أو علي غزة"، مضيفًا: "لن نترك غزة وحدها"
وأضاف الرئيس مرسي: "إن مصر تقف مع أهل فلسطين في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة.. تقدم لهم الدعم والمشورة، لكننا لا نتدخل في شئونهم الداخلية.. وهم أصحاب القرار اذا رغبوا في الذهاب إلي الأمم المتحدة.. ذهبنا معهم وساندناهم.. لكننا لا نملي عليهم إرادتنا".
وتابع مرسي، قائلاً: "احذر أن للشعوب غضبة، وقيادة مصر تغضب وتتحرك لمنع العدوان علي غزة، وكل أهل فلسطين ونفوسنا جميعا تتوق إلي زيارة بيت المقدس.. وأطالب المعتدين وقف الاعتداءات فورا والكف عن هذه المهزلة واراقة الدماء والا فغضبتنا لن تستطيعوا ان تقفوا أبدا أمامها فهي غضبة شعب وقيادة مصر"
كما قام الرئيس مرسي بإرسال رئيس الوزراء هشام قنديل وعدد من المسئولين إلى قطاع غزة تأكيدًا على موقف مصر الرافض للعدوان ولاجبار الكيان الصهيوني علي وقف عدوانه فورا.
الا أنه وبعد مرور حوالي 4 سنوات علي هذا الموقف وبعد وقوع الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 ، ومجئ الانقلابي السيسي بقوة الدبابة ، تغير الموقف المصري وأصبح الفلسطينين والمقاومة "عدو" يتم محاربتهم وحصارهم ، فيما أصبح الصهاينة "أصدقاء" ، وأصبح السيسي يلقب لديهم ب"البطل".
وكان آخر جرائم السيسي بحق القضية الفلسطينية سحبه مشروع قرار من مجلس الامن بشأن وقف الاستطيان الصهيوني قبل ساعات من التصويت عليه ، رغم وجود إجماع دولي – للمرة الاولي – علي الموافقة عليه ؛ خاصة بعد إعلان إدارة أوباما عدم نيتها استخدام حق النقض "الفيتو" ضد المشروع.
المثير للسخرية أن سحب مشروع القرار جاء تنفيذا لاوامر "ترامب" و"نتياهو" ، حسبما كشفت صحيفة "هآرتس" الصهيونية ، وقال باراك رفيد، المعلق السياسي للصحيفة: إن نتنياهو شرع في حملة اتصالات تليفونية مع السيسي، وأقنعه بالإيعاز لممثله في مجلس الأمن بتأجيل التصويت، مع العلم أن مصر هي من قدمت مشروع القرار وحددت موعد التصويت عليه، مشيرا إلى أن نظام السيسي برر طلب التأجيل بالحاجة إلى عقد اجتماع للجامعة العربية.
وكان موقع "وللا" الإخباري قد كشف النقاب، عن أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبلغ السلطة الفلسطينية عزم واشنطن عدم استخدام "الفيتو" ضد القرار.
من جانبها، اعتبرت الإذاعة العربية الثانية، المعروفة بـ"ريشت بيت"، خطوة السيسي بأنها تمثل "إنقاذا لإسرائيل من ضربة دبلوماسية وسياسية بالغة الخطورة"؛ خاصة وأن قرارات مجلس الأمن قرارات "ملزمة"، الأمر الذي يمكن أن يمثل سابقة تلزم المجتمع الدولي بفرض عقوبات ضد إسرائيل لإجبارها على وقف الاستيطان.
فيما قال نداف إيال، المعلق في قناة التلفزة العاشرة: إن السيسي "أنقذ المشروع الاستيطاني، ويتوجب على القادة المستوطنين أن يتقدموا له بالشكر الجزيل على هذه الخطوة"، مشيرا إلى أن السيسي "وفر البضاعة التي رفض أوباما توفيرها لإسرائيل".