كتب أحمدي البنهاوي:
كعادته فلسفيًّا يعيش د.محمد الجوادي الطبيب والمؤرخ، في تفسيره للوقائع المحيطة، منها اغتيال السفير الروسي في تركيا، ويطرح الجوادي عبر حسابه الشخصي على موقع التغريدات "فيس بوك"، مجموعة من الآراء أعتبرها حقائق عشر، حول العملية وتقدير الموقف لدى كل من أردوغان وبوتين.
وكانت البداية بعرض مجموعة من المعلومات، وإبداء العجب في استهداف السفير الروسي ومن أسباب ذلك "أنه محب لتركيا مجتهد في الوفاق معها".
وجزأ "الجوادي" مواقفه بحسب عدة أبعاد أولا: "تاريخيا ووجدانيا فان الحادث يقع قبل يوم واحد فقط من افتتاح أعظم عمل هندسي مدني في العصر الحديث، وهو النفق الذي يربط العالم كله، فمن لم يعرف قيمة الإنجاز سيعرفها!! إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا".
وثانيا: "علميا وبعيدا عن مشاعري الشخصية: ألا ترى المعنى الضخم الذي يتمثل في أن السفير كان يخطب بمفرده ومن ذاكرته في معرض لوحات فنية في قاعة واسعة في مبنى فسيح بعيدا عن كل التخوفات والقيود؟ أين هذا من قول وزيرنا: نهاية النص؟".
وثالثا: "سيكولوجيا: لأول مرة تمهل ترامب قبل أن يغرد مع أن فرق التوقيت كان في صالحه إلا أن المفاجأة كانت كاملة المغازي".
ورابعا: "جنائيا وبعيدا عن المشاعر الإيمانية والوجدانية: من قتل القاتل أهم بكثير وأقدر ممن قتل السفير!!!".
أما خامسا فرأى نفسه يميل مع القدر؛ حيث دار قائلا: "عاطفيا وجيولوجيا: كما أن البراكين والزلازل رحمة من الله بكوكب الأرض حتى لا ينفجر الكوكب؛ كذلك كانت الرصاصات".

لكنه ربط ذلك بمواقف كل من بوتين وأردوغان اللذين يراهما من الوزن الثقيل قائلا: "موضوعيا وبعيدا عن مشاعري الشخصية: بوتن ليس خفيفا ولا اردوغان وحماستهما حماسة بلا خفة وحميتهما حمية بلا استخفاف".
نحن في الحرب العالمية
وفي قراءة للواقع رأى د.محمد الجوادي أننا "الآن ومنذ ٢٠١٣ في الحرب العالمية الثالثة والعالم كله يعرف هذا ويخادع وينكر وبعض المسلمين ينكرون استنكافا عن فعل؛ وبعضهم ينكر متذاكيا عن حق؛ وبعضهم ينكر جهلا عن ضعف..لكنهم جميعا (العالم والمسلمون) يعرفون الحق في قرارة أنفسهم".
وحلل ذلك بتفسير أنه "ليس شرطا أن تندلع حرب عالمية أو محلية نتيجة كل حادث قتل؛ صحيح أن هذا حدث في الحرب العالمية الأولى لكنه ليس قانونا".
وتابع "حين اندلعت الحرب العالمية الأولى لم يكن هذا اسمها ولا صار اسمها هكذا إلا بعد أن انتهت".