«كريسماس الدم».. احتفال روسي على جماجم السوريين

- ‎فيعربي ودولي

 كتب: سيد توكل
بالخمر والرقص والزنا.. استقبل جنود الاحتلال الروسي في سوريا العام الجديد 2018، وبدأت الأهداف والنوايا الروسية أكثرَ وضوحا وتبلورا في الشهور الأخيرة، فالهدف الرئيس وَفق السياسات الروسية الأخيرة لا يمُت بصلة لمحاربة الإرهاب، ولا يهدفُ بالضرورة إلى الحفاظ على الأسد ونظامه.

إنَّ السياسةَ الروسية تُشبِهُ لحدٍّ ما سياسة الدول الاستعمارية مطلع القرن العشرين، عندما كانت تفرض إرادتها على الدول المُستعمَرة، وليس ذلك التصرف بعيدا عن روسيا التي احتلت القرم وشرق أوكرانيا احتلالا مباشرا، واحتلت عددا من جمهوريات الاتحاد السوفييتي احتلالا غير مباشر، وثمة مؤشرات كثيرة تفضح نيّة روسيا ورغبتها في جعل سوريا منطقة نفوذ روسيّة خالصة.

أنقذ التدخل العسكري الروسي في 30 سبتمبر 2015م نظام الأسد من الانهيار، فقال لافروف: "كانت دمشق ستسقط بيد الإرهابيين خلال أسبوعين أو ثلاثة لولا التدخل الروسي"، وشكل التدخل العسكري الروسي منعطفا حقيقيا للأطماع الروسية، إذ أصبح الروس يتعاملون مع النظام ورأسه كعملاء ينفذون الأوامر الروسية، فاستُدعيَ بشار على عجل للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في روسيا في 20 أكتوبر 2015م، للاستماع للرؤية الروسية وتنفيذها.

كريسماس على جماجم الأطفال

ورغم المجازر التي يرتكبها الطيران الروسي وقتل السوريين كبارا وأطفالا، قدمت مجموعة من الفنانين الروس حفلا بمناسبة رأس السنة، السبت، لجنود بلدهم المتمركزين في قاعدة حميميم الجوية في سوريا.

وقال المغني أنتون ماكارسكي للقناة التلفزيونية "زفيزدا" التابعة لوزارة الدفاع، التي بثت مقتطفات من الحفل: "ليست هذه المرة الأولى التي نقيم فيها عرضا في قاعدة عسكرية، لكنه الأداء الأول لي في سوريا".

وأضاف: "لا أدري من يستمتع أكثر هنا، هؤلاء الذين نحيي العرض من أجلهم أم نحن عندما نشد على أيدي الجنود ونستمد العزيمة والمعنويات العالية السائدة هنا".

تشجيع على الاحتلال

وقد وزّعت المغنية الروسية الشهيرة "زارا" على العسكريين رسائل وجهها لهم تلاميذ مدارس، فيها أطيب التمنيات بحلول السنة الجديدة، وهي المناسبة الأكثر استقطابا للفعاليات الاحتفالية في روسيا.

وقال الممثل الروسي سيرغي ماخوفيكوف لقناة "زفيزدا": "سألت الشبان عن الأغاني التي يطيب لهم الاستماع إليها، وقمت بإنشادها".

في 11 ديسمبر وفي طريقه للقيام بزيارة إلى مصر وتركيا، توقف الرئيس الروسي في قاعدة حميميم الروسية في محطة لم يعلن عنها مسبقا، وذلك في أول زيارة منذ اندلاع الثورة السورية قبل حوالي سبع سنوات.

وأعلن من القاعدة إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد عن نية بلاده سحب "قسم كبير" من القوات الروسية الموجودة في سوريا.

وبدأ الجيش الروسي، في 12 ديسمبر، انسحابا جزئيا لقواته من سوريا؛ إثر إعلان بوتين أن مهمتهم "أنجزت بنجاح" بعد سنتين من التدخل العسكري لدعم نظام الأسد.

لعبة سحب القوات

وسحبت روسيا بشكل خاص وحدات جوية وأطباء عسكريين وكتيبة من الشرطة العسكرية، وكذلك 36 طائرة وأربع مروحيات، بحسب ما كشف وزير دفاع الاحتلال الروسي سيرغي شويغو الأسبوع الماضي.

وأوضح شويغو أنه بعد هذا الانسحاب الجزئي، فإن موسكو ستُبقي مركز المصالحة الروسي، وثلاث وحدات شرطة عسكرية وكذلك قاعدة حميميم وقاعدة طرطوس العسكرية البحرية.