مقتديا بالسيسي.. ابن سلمان يشجع السياحة بدفع الرشاوى

- ‎فيعربي ودولي

كتب سيد توكل:

لا أحد يتعلم من خراب اقتصاد الآخرين، فرغم حالة التقشف التي تشهدها السعودية والتي تعتبر الأقسى في تاريخ المملكة بعد الهبوط المدوي في أسعار النفط، ولجوئها لفرض الضرائب على المواطنين، وجد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في طريقة السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي نموذجًا مثاليًا لتشجيع السياحة في بلاده، وكما يقوم السفيه بدفع رشاوى إلى روسيا وغيرها لعودة السياح، كشف القصر الملكي في بريطانيا أن ابن سلمان دفع 60 مليون دولار للأمير هاري وعروسه ميغان ماركل مقابل قضائهما شهر العسل في مدينة جدة.

وقال موقع "ذا بان أرابيا إنكوايرار" الناطق باللغة الانجليزية في تقرير له نقلا عن مصادر مطلعة، إن استضافة الأمير وزوجته لقضاء شهر العسل في مدينة جدة السعودية يأتي من أجل الترويج للمملكة على أن "أبوابها مفتوحة" ومن أجل استقطاب السياح إلى البلاد.

وأوضحت المصادر أن خطة قضاء شهر العسل للأمير هاري، والتي لم يتم الإعلان عنها رسميًا حتى اللحظة، تتضمن قص شريط رالي الشاحنات العملاقة بمدينة جدة، وافتتاح أول فرع لسلسلة مطاعم "هوترز" الأمريكية الشهيرة بمدينة الرياض.

بذخ ابن سلمان
ويأتي هذا البذخ في وقت تشهد فيه السعودية تقشفًا ماليًا غير مسبوق فرضه ولي العهد محمد بن سلمان في العامين الأخيرين، وطال كافة القطاعات الحيوية في البلاد، وهي إجراءات أدت إلى خفض العلاوات والإعانات الحكومية لقطاع واسع من المواطنين السعوديين، إضافة إلى تقليص الإنفاق وتسريح أعداد من الموظفين وفرض ضرائب ورسوم جديدة وغير مسبوقة طالت كافة سكان المملكة سواء من المواطنين أو الوافدين المقيمين.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، قد كشفت مؤخرا أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، اشترى سرًّا قصر لويس الرابع عشر، الذي وصف بأنه “المنزل الأغلى بالعالم”، مقابل أكثر من 300 مليون دولار، ورغم إتمام الصفقة عام 2015، لكن مؤخرًا فقط عرفت هوية المشتري.

وذكرت "تايمز" في تقرير لها: "حين بيع قصر لويس التاسع عشر بأكثر من 300 مليون دولار قبل عامين، وصفته مجلة "فورتشن" بأنه أغلى منزل في العالم، كما سلطت مجلة "تاون & كانتري" الضوء على نافورته الذهبية، وتماثيل الرخام، والمتاهة التي تمتد على 57 فدانا مشكِّلةً حديقة تتزين بالمناظر الطبيعية، غير أن هوية المشتري ظلت غير معروفة حينها، قبل أن يتضح حاليًا أن ولي العهد السعودي وراء عملية الشراء".

رشاوي السيسي
ومنحت سلطات الانقلاب في وقت سابق من عام 2017 الطائرات الحربية الروسية حق استخدام مجال مصر الجوي ومطاراتها العسكرية، في اتفاقية حصلت حكومة الانقلاب بموجبها على حق مماثل في روسيا، وهو الاتفاق الذي وصفه مراقبون بأنه يشبه إلى حد كبير تدشين قاعدة عسكرية روسية في مصر، ولكن بطريقة غير مباشرة.

وأثارت هذه الاتفاقية تساؤلات حول ما حصل عليه السفيه السيسي مقابل منح روسيا هذه المزايا العسكرية والإستراتيجية، وما هو المقابل من زيادة النفوذ الروسي في مصر الشرق الأوسط؟

ويبدو أن روسيا أرادت رفع الحرج عن قائد الانقلاب، فأخرجت الاتفاق في شكل تبادلي متكافئ يتيح لكل طرف استخدام المجال الجوي للطرف الآخر، لكن الواقع أن مصر لا يمكنها استخدام القواعد الجوية أو المجال الجوي الروسي؛ لعدم وجود مصالح مصرية في المنطقة المحيطة بروسيا، ما يعني أنها ليس لديها أي دوافع أو فائدة تذكر من استخدام المجال الجوي أو القواعد العسكرية الروسية، في حين أن أقدام روسيا راسخة في المنطقة؛ بسبب مشاركة قواتها في العدوان والإجرام على الشعب السوري، ما يجعلها المستفيد الأكبر من هذه الاتفاقية.

وأبدت روسيا في الأعوام الأخيرة حرصا واضحا على توسيع نفوذها العسكري في منطقة الشرق الأوسط، حيث وقعت في أكتوبر من العام الماضي اتفاقا مع السفاح بشار الأسد، يقضي بإرسال قوات روسية دائمة لقاعدة "طرطوس" على البحر المتوسط لمدة 49 عاما، قابلة للتجديد، كما أجرت مناورات عسكرية مع السفيه السيسي في العام ذاته.

من ناحية أخرى، يرى محللون أن السفيه السيسي منح موسكو هذه المزايا العسكرية الكبيرة في مقابل عودة استعادة السياح الروس إلى مصر بعد أكثر من عامين من وقف الرحلات الجوية عقب تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء.