لجنة التعاون “السعودي الإماراتي”.. هل تعلن نهاية “مجلس التعاون الخليجي”؟

- ‎فيعربي ودولي

مجدي عزت
في تحدٍ إماراتي سعودي ضد الدور الوسطي الذي تلعبه الكويت للتقريب وإنهاء الأزمة الخليجية بين الأطراف العربية، وبالرغم من غياب رؤساء السعودية والإمارات والبحرين عن القمة، ورغم وعود الملك سلمان بالحضور، وفي خطوة استباقية للقمة الخليجية، شكلت الإمارات، اليوم، لجنة للتعاون المشترك مع السعودية في القضايا العسكرية والاقتصادية، منفصلة عن مجلس التعاون الخليجي، حسبما ذكرت مصادر لوكالة "أسوشيتد برس".

ويأتي قرار التشكيل كخطوة استباقية، قبل بدء أعمال القمة الخليجية الثامنة والثلاثين في الكويت، اليوم، والتي تُعقد في ظروف غير مسبوقة، نتيجة فرض 3 من دول الخليج (السعودية والإمارات والبحرين) إلى جانب مصر، حصارًا على دولة قطر منذ 5 يونيو الماضي.
وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية، في وقت مبكر من اليوم، قبل اجتماع المجلس في الكويت، أنه تمت الموافقة على تشكيل اللجنة من قبل حاكم أبو ظبي، ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

وفيما لم يصدر تعليق فوري من السعودية على هذه الشراكة الجديدة، لا يبدو واضحاً بعدُ كيف يمكن أن يؤثر الإعلان على اجتماع مجلس التعاون الخليجي، الذي من المتوقع أن يتناول أزمة حصار قطر.

ويعد غياب الملك سلمان بن عبد العزيز عن قمة مجلس التعاون الخليجي التي انعقدت اليوم في الكويت، يعد سابقة في تاريخ مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه عام 1981، وصدمة للبلد المضيف الذي راهن على الشقيق الأكبر من أجل عقد قمة خليجية كاملة الأوصاف غير منقوصة، وخصوصا أن ملك السعودية نفسه تعهد، الأسبوع الماضي، لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالحضور، وعلى هذا كانت كافة الترتيبات، حتى مساء أمس، جارية على أساس مشاركة الملك السعودي، ولكن مداولات وزراء الخارجية غيرت الموقف، وأدت إلى تخفيض التمثيل السعودي والإماراتي والبحريني.

جاءت عملية تخفيض مستوى الحضور من قبل الدول الثلاث، بمثابة ضربة موجهة بالدرجة الأولى للأهداف التي تشكل من أجلها مجلس التعاون، وهي صيانة البيت الخليجي، والحفاظ عليه موحدا بوجه التحديات الخارجية.

وساد الظن أن تشكل التطورات الخطيرة في اليمن نوعا من الصدمة الإيجابية في دول الخليج، تشعر قادتها بأهمية لمّ الشمل الخليجي من جديد، وتجاوز الحسابات الأنانية، والإقلاع عن النزعات التخريبية التي بدأت تظهر نتائجها التدميرية في اليمن بسبب الحرب التي وصلت إلى طريق مسدود بعد عامين ونصف العام، وتحولت من عملية مساندة للشرعية اليمنية بغية مواجهة الانقلاب الحوثي، إلى حرب ضد الشعب اليمني الذي يواجه الفقر والمرض، بسبب الحصار والدمار لكل مقدراته من جراء السياسات الخاطئة في إدارة الحرب.

وحضرت السعودية على مستوى وزير الخارجية عادل الجبير، والإمارات على مستوى وزير دولة للشئون الخارجية، والبحرين كذلك.

وكان رهان أمير الكويت على الملك سلمان أكثر من غيره؛ نظرًا للمكانة التي يحظى بها بين قادة دول الخليج الباقين، ثم إنه من الرعيل الذي عاصر التحديات التي ولد مجلس التعاون في خضمها، وهي تحديات لا تزال موجودة وتطورت على نحو كبير، لكن وحدة مواقف دول مجلس التعاون منعتها من أن تنعكس على الخيارات السياسية واستقرار بلدانه.

ما حصل في اجتماع وزراء خارجية الخليج، أمس، في الكويت محاولة مكشوفة لحرف بوصلة الاجتماع باتجاه إيران، وهو من قبيل توظيف مجلس التعاون في إطار رؤية ضيقة لا ترى تحديات المنطقة من كافة زواياها، لذا كان أول من عارض الموقف السعودي الإماراتي هو الطرف الكويتي، الذي أراد من قمة الخليج أن تكون للمصالحة الخليجية.

وبذلك يتوقع مراقبون أن يتراجع دور مجلس التعاون بصورة كبيرة رغم أهميته في المرحلة الأخيرة، بل تتزايد التكهنات حول لجوء الكويت وعمان نحو تجميد عضويتهما في المجلس!.