قصف جبهة.. فريق تركي يرفع شارة “رابعة” في وجه السيسي

- ‎فيعربي ودولي

رفع الفريق التركي للتايكوندو، بعد الفوز، “شارة رابعة” في عقر دار الانقلاب العسكري بالقاهرة، ووجدت وسائل إعلام الانقلاب نفسها في موقع غضب وحيرة في شأن استخدام شعار رابعة، المتمثل بأصابع اليد الأربعة، “خنصر، بنصر، وسطى، سبابة”، حيث ثارت تساؤلات عن استخدامه في شكل متكرر من جانب الشعوب التي تتضامن مع ثورة 25 يناير 2011 المصرية، ومن أبرز من استخدم الشعار الرئيس التركي، منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة، وارتباط ذلك بالدفاع عن المعتقلين في مصر.

وعلى مدار 3 سنوات، استطاعت شارة “رابعة” أن تنضم إلى الشارات الرمزية العالمية التي ابتكرتها توجهات إنسانية مختلفة في ظروف وأوقات متباينة، منذ بداية القرن الماضي، وأشهرها شارة “النصر” الشهيرة التي يُرمز لها بالحرف (V) باللاتينية، باستخدام إصبعي الوسطى والسبابة، وشارة “القبضة” المعبرة عن القوة في مواجهة الأنظمة المستبدة.

متى ظهرت؟

ويتحلى الأتراك عمومًا، والرئيس أردوغان بشكل خاص، بالذكاء والحيلة الواسعة، يقول المحلل السياسي عمرو عبد الهادي، عضو جبهة الضمير: “في زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للجزائر، أراد أحد الصحفيين إحراج أردوغان فسأله: هل تعتبر أن الأتراك كانوا محتلين للجزائر؟ فرد عليه أردوغان: لو كان الأتراك دولة احتلال لكان سؤالك لي باللغة التركية وليس بالفرنسية”.

ورفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (شعار رابعة) أكثر من مرة خلال الساعات التي تلت محاولة الانقلاب عليه، كما رفعه مرات عديدة، الأمر الذي عرّضه لهجوم من إعلاميين موالين للعسكر، بدعوى أنه يشير إلى خيانة السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ويعيد التذكير بانقلاب الثالث من يوليو، حيث تمت الإطاحة بأول رئيس مدني منتخب للبلاد، الرئيس محمد مرسي.

ظهرت شارة رابعة العدوية بعد مجزرة فض ميدان رابعة العدوية بطريقة وحشية ودموية أذهلت العالم، وجعلت الناس يتابعون مشاهد الفض والقتل والحرق والعبث بجثث الشهداء وكأنها عملية عسكرية لجيوش الأعداء، ولكن ليس أردوغان هو صاحب شارة رابعة العدوية، وليس هو أول من لوّح بها وأشار بها، ولكن صاحب شارة رابعة هو شهيد من شهداء مجزرة رابعة العدوية، وهو الشهيد أحمد صلاح الدين مدني، من أبناء الإسكندرية مواليد عام 8 فبراير 1989، الحاصل على بكالوريوس فى كلية التجارة.

أكبر عملية قتل جماعي

واشتهر الشهيد أحمد مدني بأخلاقه، وابتسامته، وحبه وولعه بالأعمال الخيرية، والعمل مع الفقراء والأيتام للتخفيف من معاناتهم، وأصيب برصاصة حية في ساقه اليمنى يوم مجزرة النصب التذكاري فى السابع والعشرين من يوليو في عام 2013، وفى هذا اليوم اضطر الشهيد للجلوس على كرسي متحرك بسبب إصابته فى ساقه، وعند تصويره كأحد المصابين فى المجزرة، أشار الشهيد بعلامة رابعة العدوية التي تزينت بابتسامته المعهودة رغم جرحه.

ونحو شهر ونصف، مكث المعتصمون في رابعة العدوية والنهضة؛ رفضا للانقلاب العسكري وطلبا لعودة الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي، ومع إشراق صباح 14 أغسطس تقرر الإطاحة بالمعتصمين، فكانت مذبحة غرست لواء دم لا يزال يرفرف على أرض مصر.

في هذا اليوم، جرت أكبر عملية قتل جماعي في تاريخ مصر الحديث، وهذا الوصف لمنظمة هيومن رايتس ووتش، تقدمت آليات عسكرية وأحاطت بجميع مداخل الميدانين وأطبقت الخناق على كل من فيهما. تجمع الشباب وحاولوا بما تيسر لهم منع قوات الأمن، لكن الرصاص انهمر من فوقهم ومن كل الاتجاهات، وهيأت قنابل الغاز لأفراد الأمن اصطيادهم واحدا تلو الآخر، وأحرقت الخيام، وجرفت الجثث.

قتل الآلاف من المعتصمين وفقا لمنظمات حقوقية، وأحيل مئات من المعتصمين إلى القضاء، لكن لم يوجه أي اتهام إلى أحد من الجيش أو الشرطة، وأحرق الميدان بكل ما فيه ومن فيه، لكن جذوة المحرقة لن تنطفئ في قلوب من حضرها وشاهدها إلا بالقصاص لهم، كما تبقى هذه الصورة شاهدة على مر العصور بأن ثوارا ماتوا هنا من أجل التمسك بتجربتهم الديمقراطية.