لماذا باركت الكنيسة الأرثوذكسية مذابح بوتين بسوريا وكيف كان رد “أرطغرل”؟

- ‎فيعربي ودولي

في بداية مذابح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا، أعربت الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا عن دعمها لقرار موسكو شن غارات جوية في سوريا بحجة القضاء على ما يسمى بـ”تنظيم داعش”، ووصفت هذا التدخل بـ”المعركة المقدسة”، إلا أن تنظيم داعش الذي تحالف الغرب لأجله، تُرِك ليتمركز في مناطق جغرافية واسعة، بينما انصبت حمم الموت على المدنيين السوريين، وآخرها المذبحة الجارية في الغوطة الشرقية، فهل لو انعكس الأمر وكان المسلمون هم الغزاة هل ستكون المعاملة بالمثل؟ وهل يستحل المسلمون دماء غيرهم من الأمم الأخرى؟

إجابة هذا السؤال جاءت في حلقة مسلسل “قيامة أرطغرل” التي عرضت يوم الأربعاء الماضي، والتي لم تخلُ من مفاجأة إسلام القائد الصليبي “تكفور أريس”، أثناء محاولة أرطغرل إنقاذ أريس من يد بعض الجنود المسلمين – الخونة- الذين أرسلهم الوزير الخائن (سعد الدين كوبيك) للقبض عليه.

وفي مشهد مثير يعرض مؤلف المسلسل إجابة سؤال طرحه رئيس الجنود مستغربا من قيام أرطغرل بإغاثة “أريس”، هل تقتل مسلما لإنقاذ هذا الكافر؟، فرد أرطغرل “أنا أقتل الظالم الخائن ولو كان مسلما.. وأحمي الكافر لو كان مظلوما مستنجدا”، ويتأكد مُشاهد المسلسل من ذلك الحوار أن الحرب في الإسلام مجرد استثناء في الحياة؛ لتصحيح أوضاع جائرة وظالمة، وإقامة ميزان العدل، وليس عملا متواصلا لفرض الدين بالإكراه.

بوتين وداعش

بالتأكيد لن يشاهد الرئيس الروسي بوتين تلك الحلقة، فهو مشغول بالاستمتاع والتلذذ بمشاهد الجحيم في الغوطة وصراخ الأطفال والنساء تحت أنقاض المنازل المهدمة، أو وهم يفرون تحت أزيز طائرة سوخوي، يتلذذ قائدها هو الآخر برؤية الذعر في قلوب المدنيين قبل أن يصب عليهم أطنان القنابل أو يقذف مستشفياتهم بالصواريخ دون رحمة، تلك الرحمة التي تضمنها فقه الجهاد في الإسلام، حيث لا توجد في الإسلام حروب مقدسة بين الإسلام والكفار!.

ويعد تنظيم “داعش” كنزًا استراتيجيًا للغرب عموما، ويجري استثماره والحفاظ على وجوده من أجل استكمال “الحرب المقدسة” على المسلمين في بقاع الدنيا.

الدمار المقدس

وتحت مزاعم الحروب الغربية المقدسة ضد الإرهاب جرّب السوريون، على مدى الأعوام الأربعة الماضية، الأسلحة الروسية من طائرات ميج وسوخوي وصواريخ جراد وسام، وبهذه الأسلحة، تم تدمير الغوطة الشرقية وحماة وحلب وحمص ودير الزور ودرعا ريف دمشق.

وعندما لم يكفِ هذا الدمار المقدس جاء الروس بأسلحة أكثر تطورا، لتقويض ما تبقى من مظاهر الحياة والعمران، وللفتك بمن تبقى من السوريين، جنباً إلى جنب مع قوات النظام وبمباركة أمريكية بل والأنظمة العربية الوكيلة للاحتلال، وتجري تسمية هذه الحرب بأنها حرب على الإرهاب، وهي شبيهة بالحروب الاستعمارية في القرن التاسع عشر، وحروب المستوطنين الأوروبيين في أمريكا وأستراليا وكندا ونيوزلندا على السكان الأصليين في القرن السابع عشر، وبالحرب الصهيونية البريطانية على شعب فلسطين.