أسرار علاقة المهندس التونسي الذي اغتاله الموساد بكتائب القسام

- ‎فيأخبار

 كتب: يونس حمزاوي
كشفت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، عن أن المهندس التونسي محمد الزواري، الذي تم اغتياله الخميس، كان عضوا في الكتائب، وأحد رواد مشروع الطائرات بدون طيار لديها.

وأضافت مصادر بالقسام- في تصريحات للجزيرة- أن الزواري كان أحد رواد مشروع طائرات الأبابيل من دون طيار، في وقت تتجه فيه أصابع الاتهام إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) بالوقوف وراء اغتياله.

وأفاد مراسل الجزيرة من غزة وائل الدحدوح بأن معلومات تم استقاؤها من مصادر لكتائب القسام تفيد بأن بيانا رسميا من الكتائب سيصدر لاحقا يتضمن تبنيها للمهندس الزواري، لكن لا يعرف ما إذا كان هذا البيان سيتضمن أي تهديد للرد على عملية الاغتيال.

وتعد هذه أول مرة يصدر موقف من كتائب القسام يتبنى موهبة وخبرة عربية من غير الجنسية الفلسطينية.

وأضاف أن إسرائيل ألمحت إلى أنها تقف وراء عملية الاغتيال، وأشارت إلى أنه قد اغتيل ليس لأنه أمد كتائب القسام بخبرات سابقة فقط، بل للخشية من مرحلة لاحقة تصنع فيها طائرات انتحارية يمكن أن تصل إلى عمق إسرائيل بدقة متناهية، وهو ما تخشاه تل أبيب.

ولفت إلى أن إسرائيل قالت إن المهندس التونسي زار قطاع غزة عبر الأنفاق في أوقات سابقة، وقدم معلومات مهمة، وأشرف على مشروع طائرات أبابيل التي استخدمت في حرب العام 2014.

كواليس عملية الاغتيال

من جهتها قالت وزارة الداخلية في تونس، إن وحدات الأمن تمكنت من اعتقال مواطنة تونسية لها علاقة بعملية القتل التي استهدفت مهندس الطيران محمد الزواري.

وأضافت الوزارة- في بيان اليوم السبت- أنه تم استدراج المرأة للعودة من إحدى الدول الأوروبية، في حين أوردت مصادر إعلامية أن هذه الدولة هي المجر.

وذكر مدير مكتب الجزيرة في تونس أن المعلومات تشير إلى أن مواطنا بلجيكيا من أصل مغربي دخل منذ ثلاثة أشهر إلى تونس، في إطار الإعداد لعملية القتل وربط علاقة تجارية بهذه المرأة التي لها شركة في مجال الإعلام، حيث تم الترتيب لإجراء مقابلة صحفية مع الضحية على مرحلتين.

وقال إن المعلومات تفيد بأن شاحنة كانت رابضة أمام منزل المهندس الزواري، وبمجرد خروجه تقدمت نحو سيارته لتغطية الفضاء من حولها، بينما أطلق شخصان عشرين رصاصة من مسدسين كاتمين للصوت، استقرت ثماني رصاصات منها في جسده.

وتابع مدير مكتب الجزيرة في تونس، أن أساتذة الهندسة في صفاقس- حيث كان يدرس الزواري لنيل شهادة الدكتوراة- نظموا وقفة احتجاج للمطالبة بكشف خفايا هذه الجريمة.

وأفاد بأن المشرف على رسالة الدكتوراة أشاد بخصال الزواري، مشيرا إلى أن المهندس كان قد أعد رسالة التخرج قبل الدكتوراة في موضوع الطائرة من دون طيار.

الموساد نفذ الجريمة

من جانبه، أفاد المتحدث باسم النيابة العامة في تونس بأن الزواري أصيب بعشرين طلقة نارية، ما يؤكد نية المهاجمين في الإجهاز عليه.

وأضافت أنه "تمّ حجز أربع سيارات استعملت في تنفيذ الجريمة، ومسدسين كاتمين للصوت استعملا في العملية".

واستنادا إلى معطيات من مصادر وصفها بالموثوقة، قال الإعلامي التونسي برهان بسيس لوكالة الأناضول: إن "العملية يقف وراءها جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) الذي رصد الزواري واغتاله أمام منزله".

في سياق متصل، قال رضوان الزواري، شقيق محمد، في حديث مقتضب للأناضول: إن أخاه "لم يتلق أي تهديدات سابقا".

وذكرت وسائل إعلام تونسية أن الزواري- الذي عمل طيارا بالخطوط الجوية التونسية- خرج من البلاد عام 1991، وتنقل بين ليبيا والسودان وسوريا، وأنه ارتبط بعلاقات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتعاون مع جناحها العسكري في مشروع تطوير طائرات مسيرة من دون طيار.

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أفردت مساحة واسعة من بثها، السبت، لتغطية الحدث وربطت بين اغتياله وعلاقاته بالجناح العسكري لحماس، كتائب الشهيد عز الدين القسام، وبأنه ساهم في تطوير صناعة الطائرات بدون طيار الخاصة بها.