“مواجهة التعتيم”.. ما يخفيه السيسي يفضحه إعلام الخارج

- ‎فيأخبار

كتب سيد توكل:

خرج اللواء "أحمد العسيري" المتحدث باسم قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، وأعلن أن الرياض رفضت عرضا من السفيه قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، يتضمن إرسال 40 ألف جندي مصري إلى اليمن ليحاربوا تحت مظلة التحالف، في استنساخ لتجربة الانقلابي المقبور "عبدالناصر" نفسها، وما تسببت فيه من مآسٍ ونتائج كارثية، أو حتى عن استعدادهم للدفع بعشرات الآلاف من الشباب المصري إلى الهلاك لا لشيء إلا للرز.

المهزلة التي أصبح المصريون عليها بعد انقلاب 30 يونيو 2013، أنهم لا يعرفون شيئا عن بلادهم وتوجهات حكومة الانقلاب إلا مما يجود به الخارج والامثله كثيرة، منها الحديث الغربي عن قوات مصريه في سوريا تساند المجرم بشار الأسد، وقبله إعلان الصهاينة عن لقاء العقبة، الذي جمع السيسي بنتنياهو والملك عبدالله وكيري، وأيضا الإعلان عن عرض آخر من السفيه السيسى بإقامة دويلة فلسطينية علي سيناء، وأخيرا الإعلان عن صفقة القرن مع ترامب التي لا يعلم المصريون عنها شيئا!

مجلس إدارة العالم!
مراقبون أرجعوا الأمر إلى زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى المنطقة التي ستبدأ اليوم الثلاثاء، أو ما يسميه إعلام السيسي بوزير دفاع مجلس إدارة شئون العالم، وفي ظل غياب تام للمعلومة.. لأن المصريين في عرف العسكر لا يستحقون أن يعلموا، وعليهم انتظار ما سيجود به الخارج، والدفع بأبنائهم في صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل، طلبا للرز أو الشرعية الغائبة، أو رضا سامٍ يتغاضى عن التعذيب والاعتقال والقتل والتصفيات والإخفاء القسري في حق الشعب، الذي وصل إلى حد الإجرام، حتى يضمن السفيه السيسي البقاء، في حين تؤكد أخبار الخارج أن سعر الجندي المصري في بورصة العالم تدنت إلى القاع بعد استيلاء السيسي على الحكم، للدرجة التي جعلت جنرالات الانقلاب يعرضونه "دليفري" مكان الجندي الأمريكي أو حتى الخليجي.

وانتقد مراقبون صمت إعلام الانقلاب على تصريح عسيري، الذي أكد عرض السيسي على السعودية إرسال من 30 إلى 40 ألف جندي مصري كقوات برية للحرب ضد الحوثيين، مطالبين بكشف الحقيقة.

وأكد عسيري العرض المصري في مقابلة مع تركي الدخيل بقناة "العربية"، مساء الأحد، وقال: "إن منهجية العمل باليمن عدم وضع قوات غير يمنية على الأرض"، في إشارة لرفض السعودية عرض السيسي في 2015، فيما أكد مشاركة الانقلاب بقوات جوية وبحرية.

وتقود السعودية منذ مارس 2015، تحالفا عسكريا من دول الخليج ومصر والمغرب السودان وعدد من الدول الإسلامية؛ لدعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ضد جماعة الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وهو الموقف الذي يتناقض مع دعمها للانقلاب العسكري في مصر.

مصر أرض المعارض!
واعتبر المراقبون أن عرض السفيه السيسي؛ يحمل بين طياته مهانة كبيرة للجيش المصري، وأن السفيه يتعامل مع جنود وضباط الجيش على أنهم مرتزقة وأن 40 ألفا منهم معروضون للإيجار لمن يدفع.

وطالب المراقبون نظام الانقلاب وقادة الجيش بكشف الحقيقة ومصارحة الشعب، ودعا البعض لمحاكمة السيسي وقادة الجيش، معتبرين أن ذلك العرض يمثل خيانة للجيش، ويخالف القانون الدولي ويندرج تحت بند جرائم الحرب.

وعلى الرغم من أن المخلوع مبارك شارك بقوات برية في حرب تحرير الكويت، إلا أن عرض السيسي الذي لم يكشفه إلا تصريح عسيري، الأحد، يأتي وسط تأكيده الدائم أنه لا يتدخل ولا ينغمس بأي صراع في المنطقة.

ونفى السفيه السيسي، في بريل 2015، أمام طلاب الكلية الحربية، وجود قوات برية في اليمن، وقال إن الشعب المصري سيكون أول من يعلم، فيما أكد وزير الخارجية السابق نبيل فهمي في فبراير 2016، أن مصر رفضت الاستجابة لطلب سعودي بإرسال قوات برية إلى اليمن.

وتراجع ترتيب الجيش المصري خمسة مراكز؛ مسجلا المركز 18 عالميا في 2015، وفقا لموقع "جلوبال فورس باور" للشؤون العسكرية، وهو ما أرجعه خبراء عسكريون إلى انشغال الجيش بالسياسة بعد الانقلاب العسكري منتصف 2013.

من جانبه لم يشكك مساعد وزير الخارجية الأسبق الدكتور عبد الله الأشعل، في حقيقة تصريحات عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي، وقال: "إنه في ظل حالة التعتيم السائدة فإن كل شيء جائز".

وأضاف السفير الأشعل في تصريحات صحفية: "ويبدو أن الجيش المصري مستهدف في الخطة لحرمان مصر من جيشها؛ كما حدث للجيوش العربية الأخرى"، حسب قوله، في إشارة لجيوش العراق وسوريا واليمن وليبيا، ودون أن يذكر الجهة التي تستهدف الجيش المصري.