فى إطار تعليقه على تقريرين أصدرتها منظمة العفو الدولية عن الانتهاكات التى ارتكبتها ميليشيات الانقلاب بحق الثوار فى الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، قال الكاتب الصحفى فهمى هويدى: "إن الصورة التى رسمها التقريران تعيد إلى الأذهان عذابات ومسالخ عصر مبارك بالكامل، بالتالى فهى تشكل ردا دافعا على الذين يشككون فى تلك العودة ويحاولون التمسح فى ثورة 25 يناير، فى حين أن تفاصيل الصورة تشكل إعلانا عن مشهد يمثل نكوصا عن الثورة وانتصار الثورة المضادة".
وأكد هويدى – في مقاله المنشور بعدد اليوم الأحد بصحيفة الشروق المصرية – أن تقرير منظمة العفو الدولية عن أحداث 25 يناير هو بمثابة "عينَّة" تقرب إلى الأذهان معاناة الواحد وعشرين ألف معتقل الذين ألقوا فى السجون ومعسكرات الأمن المركزى خلال الأشهر السبعة الماضية. كما تذكرنا بالمصير الذى لقيه أكثر من 2600 شخص قتلوا فى تلك الفترة.
وقال هويدى: "إن التقرير يفضح منظمات حقوق الإنسان فى مصر التى التزمت الصمت إزاء تلك الانتهاكات التى تقشعر لها الأبدان، ويتهمها ضمنا بالتواطؤ مع الأجهزة الأمنية والتستر على ما جرى".
وعاب هويدى على الجهات المعنية فى مصر والأصوات المعبرة عنها تعاملها مع هذا المشهد بأسلوب الإنكار التام والإدعاء بأن الذين يعدون تلك التقارير ليسوا مدركين لحقيقة الأوضاع فى مصر، رغم أن ممثليهم موجودون فى البلد ومن أقرب الناس إلى ما جرى، أو قيامهم بالمسارعة إلى اتهام المسئولين عن إصدار التقارير بالتحامل على مصر والتآمر مع الإخوان!!.
وفى تعبير لا يخلو من السخرية، قال هويدى: "فى الوقت الذى تتردد أصداء الفضيحة فى أنحاد العالم التى وزع عليها تلك التقارير، فإننا فى مصر «نستعبط» ونرسل وفودا شعبية إلى عواصم العالم لتحسين صورة البلد، فى حين يظل وزير الخارجية يطرق أبواب مختلف العواصم الأوروبية والأفريقية لإقناع مسئوليها بأن مصر بعد 30 يونيو تعيش أزهى عصور الحرية والديمقراطية"!! مؤكدًا أن إحدى أكثر المشكلات فى مصر الآن أننا "لم نملك بعد شجاعة التطلع إلى وجوهنا فى مرآة الحقيقة. وفى حين نتصور أن بوسعنا أن نضحك على العالم المحيط، فإننا نواصل خداعنا لأنفسنا".