كتب رانيا قناوي:
كشف الإعلامي أحمد بحيري كيف ينجح الحاكم في الموازنة بين نهب الشعب والحفاظ على "شوية الفكة" التي يمتلكها، وبين رضا المحاسيب، من خلال البقاء على بعض الدعم الموجود في خدمات الصحة والكهرباء والوقود والتعليم، ورضا الحاشية التي تحيط بالحاكم من خلال توزيع الهدايا والمنح والعطايا عليهم للحفاظ على ولائهم له.
وأشار بحيري -خلال برنامجه "ساسا يا سوسو" على " يوتيوب" اليوم الخميس- إلى أن بعض الدول الديكتاتورية تهتم بالتعليم، مثل كوبا أيام فيدل كاسترو وكوريا الشمالية، حيث كشفت دراسة اليونسكو أن دراسة الصف الثالث والرابع في كوبا وكوريا الشمالية أعلى دراسة في العالم، في الوقت الذي تعتبر نسبة التعليم في الهند متدنية جدا، إلا أن دول كوبا وكوريا الشمالية تهتم بالتعليم حتى مرحلة الابتدائية أو الإعدادية فقط، وبعدها لا شيء.
وأوضح أن سبب ذلك أن هذه الدول ترى ضرورة تعليم الناس لمرحلة معينة، وبعدها يتم رفع التعليم عن الناس، وذلك لعدم تطلع الناس للديمقراطية، وذلك من خلال تطور مراحل تعليمهم التي توسع مدارك التفكير لديهم، ما يشكل خطورة على هذه الأنظمة، عل خلاف دول مثل سنغافورة والصين التي تهتم بمراحل التعليم العالي كحالة استثنائية للديكتاتور الطيب، ومع ذلك رغم أن الصين في عدد سكانها البالغ مليار و 200 مليون نسمة بها جامعة واحدة فقط من ضمن الـ 200 جامعة التطورة وأتت رقم 47، وهو ما لا يناسب حجم السكان في الصين وكذلك روسيا، بخلاف دول مثل فنلندا والنرويج.
وأكد أن أي ديكتاتور يسعى لكي يكون فرص التعليم العالي محدودة حتى لا يكون هناك إمكانية في نشر التعليم بصورة تشكل خطورة على الحاكم، في الوقت الذي يقتصر التعليم على أبناء الملوك والحكام فقط، وذلك في الجامعات الأوروبية والأمريكية من اجل توريث الحكم، وعلى رأسها جامعة أكسفورد التي درس فيها عائلة موجابي في زيمباوي وعائلة بوتو في باكستان والعائلة الحاكمة في الأردن وعائلة بوتان في ماليزيا.
وأشار إلى أن ما يحدث في ملف التعليم يحدث في الصحة، فكلما تركزت السلطة في يد عدد معين، كلما تدهورت فيها ملف الصحة، لذلك يسعى الأنظمة الديكتاتورية مثل نظام صدام في العراق ومبارك والسيسي في مصر، لضرب المف الصحي وترويج لأفكار تنظيم الأسرة والحد من النسل.