كتب: سيد توكل
عجبًا لهذا العالم صاحب الإنسانية الزائفة، ينساهم طوال العام ثم يتذكرهم في يوم انطلاق ثورتهم، ثورة الحرية والكرامة تدخل عامها السابع وهي في حالة لا تخفى على أحد، من مآلات باتت تنخر في جسم الوطن، وليس الحراك الثوري فقط.
من جهته، أشاد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة، بالشعب السوري، بالتزامن مع الذكرى السابعة للثورة، وكتب الزعاترة- في تغريدة عبر صفحته بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"- "اليوم.. تدخل الثورة السورية عامها السابع، شعب عظيم اجتمعت عليه قوى كبرى، وبذل ما بذل، ولا زال يواصل العطاء"، وأضاف المحلل السياسي "المجد للشعب السوري، والعار للقتلة”.
انطلقت الثورة السورية في 19 مارس 2011، لتعلن عن أن الشعب السوري لم يعد يقبل بالقهر والهدر واستلاب حق الإنسان، انطلقت في سياق الربيع العربي، لتحجز المكان الأهم ضمن مسارات الثورات العربية، قبل أن يجبرها نظام القمع والاستبداد العسكري على تحويلها باتجاه الحرب، عندما بدأ بقتل المتظاهرين السلميين، وحرق المنازل.
وانشغل نظام العسكر في سوريا بمسألة أخرى هي الأشد خطرًا، عبر محاولاته جر الثورة السلمية المدنية الوطنية، والتي نادت بأن "الشعب واحد واحد"، إلى مستنقع الطائفية عبر شعاراته المفتعلة وممارساته اليومية الطائفية، نحو ليّ عنق هذه الثورة ليأخذها قسرًا نحو البعد الطائفي التي لم تكن لتقبله، وهي التي خرجت بنظرة منفتحة على الجميع.
فقد عمل النظام الأسدي العسكري القمعي الاستبدادي على سحب الحالة الثورية السلمية والوطنية الجامعة، للدخول في مستنقعات تودي بها إلى ما هي فيه، فضلاً عن التدخلات الخارجية الواضحة التي حاولت توريط القرار الثوري بأجندات خارجية ليست أجنداته بالضرورة.
هل ما زلتم تشاهدونها؟
بهذه الكلمات يبدأ مقطع فيديو مؤثر عرضه تجمع "مع سوريا"، وفيه أبرز الصور التي تؤرخ تطور الثورة السورية، من حركة سلمية تطالب بالحرية والديمقراطية عام 2011، إلى حرب أهلية مستمرة منذ صيف العام 2012.
ويظهر في الفيديو التناقض الحاد بين الأمل الذي كان عند السوريين مع بداية الثورة بتغيير سياسي نحو مستقبل أكثر ديمقراطية واستقرارا، وبين اليأس الحالي من المشهد العام في البلاد، في وقت يبدو فيه رأس النظام بشار الأسد مستمرا على رأس السلطة بعد تدخلات حلفائه الإيرانيين والروس.
ودعا التجمع الذي أشرف في السابق على حملات مميزة مثل "أعيدوا الأضواء إلى سوريا"، المواطنين في الولايات المتحدة وأوروبا للتغريد إلى الزعماء المحليين وقادة الدول الأوروبية والسياسيين والدبلوماسيين، من أجل توجيه أنظارهم نحو المأساة الإنسانية المستمرة في سوريا، كي تصلهم رسالة واحدة بأن سوريا ما زالت تحتاج دعما لإيقاف القنابل والموت والاحتلال الأجنبي من أجل مستقبل ديمقراطي.
مكملين
ويرى التجمع أن الاتحاد الأوروبي يجب ألا يرضخ للطلبات الروسية والأسدية التي تريد من أوروبا المساهمة في فاتورة إعادة الإعمار بعد تدمير البلاد، بل يجب العمل على إحداث تحول سياسي جذري في البلاد، "لأن ذلك ما زال ممكناً".
في سياق متصل، لا تحظى ذكرى الثورة السورية بزخم حقيقي في الإعلام المعارض ومواقع التواصل الاجتماعي، باستثناء دعوات لإبدال الصور الشخصية في "فيسبوك" بعلم الثورة أو رفع شعاراتها الأولى من جديد، كما أطلق ناشطون حملة #الثورة_ستنتصر، متعهدين فيها بأن "ثورة الشعب السوري للحرية والكرامة ستبقى مستمرة".
وجاء في معرض التعريف بالحملة "6 سنوات وثورتنا أقوى، رغم تكاتف القوى الخارجية والميليشيات وداعش للقضاء على الثورة السورية ولم يستطيعوا، وما زال علم الثورة يصدح في ساحات ومظاهرات الحرية، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن الثورة ستنتصر وسيسقط الأسد".
وأضاف البيان في تحديد أهداف الحملة الجديدة: "نحن كناشطين مستقلين ومنظمين، ومكاتب إعلامية وسياسية داخلية وخارجية تعمل لصالح الثورة السورية، نؤكد إسقاط الأسد وإزالته عن كرسي الحكم غير الشرعي، ولا رجوع عن هذا المبدأ"، مطالبين بـ"محاكمة كل من أجرم بحق الشعب السوري، بدءا بالأسد حتى أصغر عنصر حمل السلاح بوجه المدنيين طالبي الحرية، وخروج كافة القوى الخارجية المحتلة للأراضي السورية المتمثلة بروسيا وإيران والميليشيات المرتزقة التي تقاتل بصف ميليشات بشار الأسد"، مؤكدين "وحدة الأراضي السورية ورفض التجزئة والتقسيم".