غضب سيساوي من تصعيد السودان في ملف “حلايب وشلاتين”

- ‎فيتقارير

كتب- يونس حمزاوي:

 

حالة من الغضب والاستياء البالغ سادت الأوساط في حكومة الانقلاب على خلفية التصعيد المفاجئ من جانب دولة السودان الشقيقة في ملف أزمة "حلايب" والسعي لتدويل القضية.

 

وكشفت تقارير سودانية عن تشكيل لجنة موسعة من عدة وزارات بحكومة السودان لوضع ما وصفتها بخارطة طريق لإنهاء الوجود المصري في "حلايب" في إشارة إلى وصفه احتلالا.

 

الأوساط الإعلامية الموالية لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، اعتبرت ذلك عملا استفزازيا، وطالبت قائد الانقلاب بالرد على هذه الاستفزازات السودانية.

من جانبه، يرى الدكتور أيمن شبانة، المتخصص في الملف الإفريقي،  في تصريحات صحفية، أن توجهات السودان هي «تأزيم» العلاقات مع مصر، معتبرًا أن إثيوبيا نجحت في استقطاب السودان، واستخدامها كورقة ضد مصر، متوقعًا أن تقوم الخرطوم بأمور غير متوقعة كلما تقدمت قضية سد النهضة أكثر إلى الأمام.

 

تحركات سودانية

 

وقامت وزارة الخارجية السودانية، أمس،  بتحريك الجهات ذات الصلة بـ«وضع خارطة طريق بشأن إنهاء الوجود المصرى فى المنطقة»، وهى التصريحات التى تأتى بعد سخرية وسائل إعلام مصرية من زيارة الأميرة موزا المسند، والدة الأمير القطري تميم بن حمد إلى السودان. 

 

ونقل موقع «سودان تربيون» السودانى عن عبدالله الصادق، رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود فى السودان، قوله إن «وزارة الخارجية دعت عدة أطراف تشمل وزارات العدل والداخلية والخارجية ودار الوثائق القومية واللجنة الفنية لترسيم الحدود، بغية تجميع أعمال اللجان السابقة حول حلايب وتحديث مخرجاتها»، وأضاف المسئول السودانى: «يبدو أن الوزارة تريد تحريك ملف حلايب».

وأعلن رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود، وفق ما نقلت قناة «روسيا اليوم» أمس، عن تشكيل لجنة تضم كل الجهات ذات الصلة لحسم قضية مثلث حلايب، لافتاً إلى أن «اللجنة عقدت اجتماعاً تمهيدياً لوضع موجهات العمل وخارطة طريق بشأن المنطقة وكيفية إخراج المصريين منها عبر الدبلوماسية». وأكد «الصادق» أن لدى السودان وثائق تثبت بجلاء «سودانية حلايب»، وفقاً له، التى تبلغ مساحتها 22 ألف كيلومتر، أى ما يعادل مساحة ولاية «الجزيرة» الواقعة وسط السودان.

 

خارجية السيسي: لا جديد في الموضوع

 

ومن جانبها، أكدت مصادر دبلوماسية بوزارة الخارجية بحكومة الانقلاب، أنه لا يوجد جديد بشأن قضية حلايب وشلاتين مع الجانب السودانى. وقالت المصادر، التى فضلت عدم ذكر اسمها، بحسب صحيفة "الوطن" المخابراتية إنه «يتم الحديث حول هذه القضية فى إطار التعاون المشترك بين البلدين دون إثارة الخلاف عليها فى وسائل الإعلام».

 

إعلام السيسي: البشير يجرنا لمهاترات

 

من جهته، اعتبر الخبير السياسى فى شئون الشرق الأوسط الدكتور طارق فهمى، وأحد الموالين للسيسي، أن «تصريحات المسئولين السودانيين عبثية لا علاقة لها بأرض الواقع. واتهم «فهمى» الرئيس السوداني عمر البشير وحكومته بالعمل على جر مصر إلى مهاترات إعلامية وصحفية متعلقة بملف حلايب وشلاتين واصفا ذلك بالمراوغات السياسية.

 

هذا واعتبرت أوساط إعلامية موالية للسيسي هذه التحركات السودانية تصعيدا عدائيا يتسق مع توجهات الحكومة السودانية والتي تنحاز لأثيوبيا في ملف سد النهضة على حساب الحكومة المصرية في إشارة إلى حكومة الانقلاب العسكري. 

 

صعوبة التدويل

 

وفي السياق، قالت الدكتورة أماني الطويل، المتخصصة في الملف الإفريقي، أن أي تدويل لقضية مثلث حلايب وشلاتين يتطلب موافقة الطرفين «مصر والسودان»، مؤكدة أن مصر تفرض سيطرتها على المثلث، وهو يقع ضمن أرضها، نافية ما وصفتها بالمزاعم السودانية بأن المثلث يتبعها.

 

 وربطت «الطويل» خلال تصريحات صحفية بين تصعيد الملف في الوقت الحالي وبين سد النهضة، مؤكدة أن السودان تقاوم الضغوط الدولية المفروضة عليها من إثيوبيا عن طريق مصر، فهي تقاوم الضغوط بزيادة الضغوط على مصر، على اعتبار أن القاهرة تضغط على إثيوبيا حاليًا بشتى الطرق والتي منها الملف التفاوضي الفني الذي يقوم به المكتب الاستشاري حاليًا.

 

وبحسب شبانة فإن أثيوبيا استطاعت إغراء الخرطوم بالكهرباء لتكون سندا لها ضد القاهرة في ملف سد النهضة.

 

ومنذ إعلان السودان استقلاله قبل واحد وستين عامًا، وتطالب الخرطوم بمثلث «حلايب وشلاتين»، حيث سيطرت مصر على المثلث تمامًا في عام 1995، وظلت الحكومة السودانية على مدى سنوات تعمل على تجديد شكواها لدى مجلس الأمن بشأن تبعية المثلث لها، ورفضت القاهرة دعوات للخرطوم، جاء بعضها على لسان الرئيس السوداني، عمر البشير، باللجوء للتحكيم الدولي لإنهاء النزاع.