Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:”Table Normal”; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:””; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:”Calibri”,”sans-serif”; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}
القمع لم يقتصر على الإخوان بل امتد ليشمل كل صوت معارِض
الحرية والعدالة
حذر عدد من الخبراء – في تقرير نشره الموقع الرسمي لهيئة الإذاعة والتليفزيون السويسرية (سويس إنفو)، من أن تتسبب حملة القمع المنظَّم التي تمارسها السلطة الحاكمة اليوم في مصر، ضد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم، واعتبار الجماعة منظمة إرهابية، في إغلاق الأفق السياسي أمام فرص المصالحة، وهو ما يمكن أن يكون له أثره في إقناع الإسلامييِّن بأن باب العمل السياسي قد سُدّت منافذه، وأنه لم يعد أمامهم إلا اللجوء إلى العنف.
ويقول الدكتور خليل العناني، كبير الخبراء بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن: "يُمكن أن نرى صعودا لتيار العنف في أوساط جماعة الإخوان المسلمين في شكل تمرّد مسلح، على غِرار ما حدث في الجزائر في عام 1992 عندما أقصت حكومة الشاذلي بن جديد بدعم من جنرالات الجيش الجزائري، الإسلاميين الذين فازوا بالأغلبية في الإنتخابات البرلمانية وألغت نتيجة الإنتخابات وسرعان ما لجأ الإسلاميون إلى عنف أودى بحياة أكثر من مائتي ألف جزائري".
بدورها، تتفق ميشيل دان، كبيرة الباحثين ببرنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي في واشنطن، مع تحليل العناني، وتقول: إن "استمرار الإحتجاجات العنيفة في مصر، سيجعل من الصعوبة بمكان إتمام خارطة الطريق بشكل يُعيد الأمن والإستقرار للبلاد، خاصة وأن القمع لم يقتصِر على جماعة الإخوان، وإنما امتد ليشمل كل صوت معارِض، حتى بين صفوف شباب الثورة".
وأضافت "دان": "لم أكن ممّن يرون احتمال تِكرار سيناريو الجزائر في مصر، ولكنه أصبح بكل أسف احتمالا مُمكنا في ظلّ اتِّساع حملة القمع، لتُلقي بالآلاف من أعضاء جماعة الإخوان ومسانديهم في السجون والمعتقلات وبعد مصرع أكثر من ألف منهم في المصادمات مع الجيش والشرطة، كما أن موجة التفجيرات الانتحارية أصبحت حدثا متكرِّرا في المشهد المصري".
وعن السيناريو الأنسَب للخروج من احتمال تِكرار كابوس الجزائر، أوضحت "دان" أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تُرسل رسالة واضحة وقوية بأنها، وإن كانت ترغب في استمرارها كحليفة لمصر ولشعبها، فإنها لا توافق على التوجّه الذي تقوده المؤسسة العسكرية نحو طريق لا يعِد بتحوّل ديمقراطي حقيقي ويدفع باتِّجاه انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، ويُلقي بمصر في أتُون العنف المتزايد ويحرمها من الأمن والإستقرار.
ومن جانبه، كشف الدكتور أنور هدام، المتحدث السابق باسم الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر (المحظورة) الذي يعيش في المنفى في واشنطن، عن أوجه التَّشابُه بين المشهد المصري الحالي والمشهد السياسي الذي أفضى إلى سيناريو العنف المسلح في الجزائر، وقال: "القاسم المشترك بين الحالتين، هو أن الجيش لسوء الحظ، كان الحَكَم في نزاع أو استقطاب سياسي. وفي الحالتين، اختار الجنرالات حلاّ يُجهض الديمقراطية ويخدِم مصالح المؤسسة العسكرية".
وأضاف هدام: "وكما أن قمع الجيش الجزائري لجبهة الإنقاذ في عام 1992 أقنع الإسلاميين بعدم جدوى العمل السياسي واضطرّوا للعنف المسلح، فإنني لا أتمنى أن ينزلق الوضع في مصر إلى ما آلت إليه الجزائر، خاصة وأنه لا مجال للمقارنة بين قوة وقدرة الجيش المصري وما يمكن أن تشكِّله عناصر مسلّحة تساند موقف الإخوان المسلمين وأنصارهم".
وتابع قائلا: إن جنرالات الجزائر وعدوا قبل عشرين عاما بالعودة إلى حياة سياسية، تشهد التعددية وتنعم بالديمقراطية، وهو وعد لم يفِ به قادة المؤسسة العسكرية في الجزائر، ويجب أن لا ينخدع المصريون بوعود مُشابهة.